أهم زلازل وتسونامي دول حوض البحر الأبيض المتوسط

شارك المنشور على حساباتك ...

بلغ عدد الزلازل التاريخية والحديثة ذات القدر أكبر من 6.0 التي حدثت بعد الميلاد والتي وقعت على المنظومات الثلاث المؤثرة على سوريا ولبنان 71 زلزالا تراوح قدرها بين 6.1 و7.8 ويبين الشكل التوزع الجغرافي لهذه الزلازل.

1- ميسينا – إيطاليا عام 1908:

في عام 1908 حوالي الساعة 5:20 صباحا بالتوقيت المحلي ضرب الزلزال الذي دمرت أمواجه البحرية جنوب إيطاليا بالكامل تقريبا وخصوصا ميسينا، وريجيو دي كالابريا، وكان مركز الزلزال تحت مضيق ميسينا، الذي يفصل جزيرة صقلية عن مقاطعة كالابريا، واستمرت الهزة الرئيسية أكثر من عشرين ثانية وبلغت قدرها 7.5 درجة على مقياس ريختر، ووصل ارتفاع أمواج تسونامي 13 مترا على سواحل شمال صقلية وجنوب كالابريا، وقتل أكثر من 80 ألف شخص في هذه الكارثة.

2- بيروت – لبنان عام 551:

إن الفوالق العكسية من نوع thrust هي فوالق ذات ميول تصل إلى 45 درجة وهي تسبب حركات عمودية تؤدي لتوليد تسونامي وهي موجودة في عدة مواقع تحت البحر الأبيض المتوسط ومن أهمها تلك الموجودة قبالة سواحل لبنان والتي كانت المسؤولة عن أمواج تسونامي عام 551 ميلادي والتي دمرت مدينتي بيروت وطرابلس ومدن ساحلية لبنانية وسورية أخرى، وقتل أكثر من 30000 شخص في هذه الكارثة.

يبين الشكل(1) صورة تاريخية لآثار الدمار والتسونامي في مدينة ميسينا عام 1908، ويبين الشكل(2) موقع زلزال ميسينا، كما يبين الشكل(3) الفوالق العكسية قبالة السواحل اللبنانية، ويبين الشكل(4) حركة فوالق الدفع العكسية.

الشكل(1)

الشكل(2)

الشكل(3)

الشكل(4)

3- راشيا سرغايا – سوريا لبنان عام 1759:

في 30 تشرين الأول عام 1759 حدث زلزال بقدر 6.6 على فالق راشيا وتبعها في 25 تشرين الثاني زلزال متحرض بقدر 7.4 على فالق سرغايا، حيث أن زلزال 25 تشرين الثاني كان متحرضا عن زلزال 30 تشرين الأول لأنهما وقعا على فالقين مختلفين وقد وقعت هذه الزلازل بعد 912 عام من زلزال سرغايا السابق والذي حدث عام 847م بقدر 7.4.

قدّر قدر الحدث الأولي بـ 6.6، أما الزلزال على فالق سرغايا فكان قدره 7.4 وقد دمر هذا الزلزال أجزاء كبيرة من قرى سهل البقاع ومدن نابلس وعكا وصور وطرابلس وحماة ورأس بعلبك ودمشق وشعر بالهزة حتى مصر وأشارت بعض الدراسات إلى أنه سبب إزاحة صخرية لمسافة 1.6م، ففي دمشق كان ثلث المدينة في حالة خراب وقتل الآلاف وتعرضت طرابلس لأضرار كبيرة حيث انهارت منازل كثيرة وتعرضت اللاذقية لأضرار طفيفة فقط في بعض جدرانها، لكن بلدة صفد الواقعة على تل دمرت بالكامل وقتل الكثير من سكانها، ويبين الشكل(5) مواقع الزلازل وتاريخها.

4- تركيا اليونان عام 2020:

في 30 تشرين الأول 2020، ضرب زلزال قوي بقدر 7 درجة على مقياس رختر جزيرة ساموس في اليونان ومقاطعة إزمير في تركيا، وكلاهما في شرق بحر إيجه تسبب الزلزال في حدوث موجات مد ضربت سواحل جزيرة ساموس في اليونان وإزمير في تركيا ويبين الشكل(6) موقع الزلزال.

5- أمورغوس – اليونان عام 1956:

في 9/7/1956 تسبب زلزال قوي بقدر 7.7 درجة قبالة جزيرة أمورغوس في بحر إيجه في حدوث تسونامي بموجات وصلت إلى 25م في أمورغوس و20م في أستيبلايا ، مما تسبب في دمار كبير في جميع جزر وسط وجنوب بحر إيجه، كما وصلت الأمواج إلى جزيرة كريت وبلغت حوالي مترين ويبين الشكل(7) موقع حدوث هذا الزلزال.

6- سانتوريني – اليونان عام 1600 قبل الميلاد:

إن أعتى أمواج تسونامي على الإطلاق حدثت في اليونان حوالي 1600 قبل الميلاد مع انفجار بركان سانتوريني في بحر إيجه الذي أدى لانهيار ضخم في البحر، حيث تسبب الانهيار في حدوث تسونامي مدمر مع أمواج يبلغ ارتفاعها حوالي 50م والتي انتشرت في معظم أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط وأثرت على تركيا وسوريا ومصر وفلسطين التي دمرتها الأمواج والذي كان السبب في نهاية الحضارة المينوية في جزيرة كريت ويبين الشكل(8) موقع بركان سانتوريني ويبين الشكل(9) صورة فضائية لهذا البركان.

الشكل(5)

الشكل(6)

الشكل(7)

الشكل(8)

الشكل(9)

7- دمشق – سوريا أعوام 233، 991، 1726:

في عام 233 ميلادي ضرب زلزال بقدر 6.1 مدينة دمشق وبعد 758 سنة أي في عام 991 ضرب زلزال بقدر 6.5 في نفس المكان، وبعد 735 سنة أخرى ضرب زلزال بقدر 6.9 على نفس الفالق (فالق دمشق العكسي)، ويبين الشكل(10) مواقع هذه الزلازل وتواريخها.

8- حماة – سورية أعوام 1157، 1170، ومصياف –سورية عام 1170، واليمونة – لبنان عام 1202:

في عام 1157 ضرب زلزال ثلاثي مدينة حماة حيث بدأت الأحداث يوم 4/4/1157 بزلزال بقدر 6.0 على الجزء الأوسط من فالق حماة وبعد أكثر من ثلاثة أشهر في يوم 13/7/1157 ضرب زلزال متحرض أقوى بقدر 6.6 الجزء الشمالي من فالق حماة وبعد شهر تماما أي في يوم 12/8/1157 ضرب الزلزال المتحرض الأعنف في ذلك العام بقدر 7.4 على الجزء الجنوبي من فالق حماة وبعد 13 سنة عام 1170 ضرب زلزال بقدر 7.7 على فالق مصياف، حيث ساهم زلزال حماة في زيادة الطاقة الكامنة على هذا الفالق، وقد ساهمت جميع الزلازل السابقة في زيادة الطاقة الكامنة على فالق اليمونة ليحدث عليه بعد 32 سنة زلزال عام 1202 بقدر 7.6، يبين الشكل(11) المواقع الجغرافية للزلازل وتاريخها وقدرها.

الشكل(10)

الشكل(11)

9- لواء الاسكندرون، اللاذقية – سوريا منذ عام 494 وحتى الآن:

في عام 494 ضرب زلزال بقدر 6.5 على فالق الغاب الغربي وبعد 910 سنوات ضرب زلزال عام 1404 على نفس الفالق بقدر 7.4 أما على أجزاء فالق الغاب الشرقي فقد ضرب زلزال في عام 860 بقدر 7.4 وفي عام 1726 ضرب زلزال متوسط بقدر 6.1، أما في عام 1822 ضرب زلزالان أحدهما بقدر 7 والآخر بقدر 7.4 وفي عام 1872 ضرب زلزالان آخران أحدهما بقدر 6 على أحد أجزاء فالق الغاب الشرقي والآخر بقدر 7.2 على أحد أجزاء فالق شرق الأناضول، كما أنه في عام 1408 ضرب زلزال على فالق اللاذقية كلس بقدر 7.4، أما في عام 2023 فقد ضرب زلزال بقدر 6.3 على فالق كراسو (أحد أجزاء فالق شرق الأناضول) وهو زلزال متحرض عن زلزال 6 شباط 2023 الذي كان بقدر 7.8، ويبين الشكل(12) الموقع الجغرافي للزلازل وتاريخها وقدرها.

الشكل(12)

النتائج:
1- الدورة الزلزالية لأغلب فوالق الانهدام العربي تتراوح بين 750 و1250 سنة حسب الفالق وقد تنخفض بنسبة لا تزيد عن 10% نتيجة الزلزالية المتحرضة.
2- الدورة الزلزالية لأغلب أجزاء فالق شرق الأناضول 200 سنة ولكن لبعض الأجزاء قد تصل 100 سنة.
3- إن أغلب فوالق الانهدام العربي ستنتهي دورتها الزلزالية بعد أكثر من 150 سنة عدا فوالق حماة ومصياف واليمونة التي ستنتهي بعد 50 إلى 100 سنة حسب الفالق.
4- الوضع حاليا جيد وذاهب للاستقرار.
5- حدثت 290 حالة مد تسونامي موثقة في البحر الأبيض المتوسط ولكنها تبقى حالات محدودة التأثير وغير تدميرية في معظمها وتتركز في الشواطئ القريبة للقوس الهيليني ومضيق ميسينا.
المقترحات:
1- ضرورة الإلتزام باشتراطات الكود العربي السوري والإلتزام بالارتفاعات الطابقية حسب ما جاء في ضابطة البناء مع إمكانية الترخيص للأبراج الشاهقة المضادة للزلازل.
2- ضرورة القيام بدراسات التمنطق الأصغري لتحديد الارتفاعات الطابقية المسموحة حسب الدور المسيطر للتربة وضرورة القيام بدراسات دقيقة لتربة التأسيس قبل البدء بتشييد المباني.
3- ضرورة تنظيم المناطق العشوائية وترويج ثقافة إعادة بناء المباني القديمة من خلال دعم المبادرات الأهلية لإعادة بناء المباني العشوائية حيث يمكن لعدد من الأهالي الذين يملكون مبان متجاورة إعادة بناء هذه المباني بعد جمع الأراضي على أن تقوم الدولة بتسهيل الإجراءات وتقديم التراخيص المجانية لمثل هذه المبادرات.
4- يقع على عاتق المتعهدين المحليين دعم المبادرات الأهلية لإعادة بناء المباني العشوائية.
5- القيام بحملات التوعية لكيفية التصرف أثناء الزلازل مع دورات تدريبية مجانية للدفاع المدني والإسعاف الأولي وبناء السيناريوهات الافتراضية والتدرب على عمليات الأنقاذ مع دعم المناهج المدرسية بمثل هذه المعلومات.
6- إلغاء الضرائب والرسوم الجمركية على أي تجهيزات تخص التخفيف من خطر الزلازل.

اترك تعليقاً