الزلازل الكارثية في القرن العشرين

شارك المنشور على حساباتك ...
الزلزال الكارثي: هو كل زلزال يخلف 5000 ضحية أويترافق بخسائر مادية كبيرة جدا.
موقع الزلازل بالنسبة للكوراث الطبيعية الأخرى:
إن الكوارث الطبيعية تتجسد بالحركات البحرية (مد وجزر) والأعاصير الاستوائية والاندفاعات البركانية والفيضانات والسيول والانزلاقات الأرضية والزلازل وتظهر الدراسات بأن الزلازل هي واحدة من أشد الكوارث الطبيعية تأثيرا على البشرية مادياً ومعنوياً واقتصادياً ويبين الشكل(1) النسب المئوية لأهم الكوراث الطبيعية الحادثة في القرن العشرين ويبين الشكل(2) مناطق توزعها (حسب برنامج الأمم المتحدة لتقليل خطر الكوارث)، حيث يظهر أن أكثر من نصف الكوارث الطبيعية هي الزلازل المدمرة، و أغلبها حدث في آسيا والمحيط الهادئ.
الشكل(1)
الشكل(2)
وغالباً ما تترافق الزلازل بخسائر مادية كبيرة جداً تقدر وسطياً بـ 20 مليار دولار سنوياً، وكذلك بخسائر بشرية جسيمة تقدر بـ 15 ألف ضحية سنوياً حسب الإحصاءات الرسمية و20000 ضحية حسب الأرقام غير الرسمية فعلى سبيل المثال:
1- زلزال هاييتي 2010 أودى بحياة 270000 شخص.
2- زلزال ونتشوان في الصين 2008 أودى بحياة 65080 شخص.
3- تسونامي إندونيسيا 2005 أودى بحياة 300000 شخص.
4- زلزال كوبي في اليابان 1995 ألحق خسائر فادحة بحدود 100 مليار دولار.
5- زلزال شين سيه في الصين 1556 أودى بحياة 800030 شخص.
الزلازل الكارثية في القرن العشرين:
لكي تصبح صورة الخسائر البشرية أكثر وضوحا نعرض الأشكال رقم(3)، (4)، (5)، (6) التي تظهر لنا الزلازل الكارثية التي ضربت كوكبنا الأرضي خلال القرن العشرين مع الخسائر البشرية التي خلفتها في البلدان المنكوبة، حيث نلاحظ أن عدد الضحايا وفق الأرقام الرسمية الحكومية وصل إلى 1566400 شخص أما حسب الإحصاءات الدولية فقد وصل إلى 2005000 شخص أما الخسائر المادية فتقدر بمئات المليارات من الدولارات. إذاً حدث في القرن الماضي 42 زلزال كارثي وذلك في 22 بلد حول العالم وبمعدل وسطي زلزال كارثي كل عامين إلى عامين ونصف.
الشكل(3)
الشكل(4)
الشكل(5)
الشكل(6)
ونسبة الزلازل الكارثية في كل من الصين وإيران إلى إجمالي تلك الأحداث الكارثية خلال القرن الماضي كانت الأعلى وتساوي 29.26 % لكل بلد، حيث ضرب كل منهما 6 زلازل مدمرة، إلا أنهما إختلفا بنسبة الضحايا حيث قدرت نسبة الضحايا في الصين من جراء تلك الأحداث إلى نسبة الضحايا الكلية 46.41 % وفقا لأرقام الإحصاءات الرسمية وبلغت تلك النسبة وفق الإحصاءات الدولية 61.84% أما في إيران فكانت 6.84 وفق الرسمية و5.34 وفق الدولية، الشكل(7).
الشكل(7)
الزلازل الكارثية في القرن الحادي والعشرين:
أما في القرن الحادي والعشرين فقد حدثت حتى الآن عدة زلازل كارثية مدمرة وأدت إلى وفاة مئات الآلاف من البشر وخسائر مادية بعشرات مليارات الدولارات الشكل(8)، أما متوسط الزلازل الحا دثة خلال عام على سطح الكرة الأرضية مع بعض المعطيات الإحصائية الأخرى فنعرض لها في الشكل(9).
الشكل(8)
الشكل(9)
إن الخسائر المادية والبشرية للزلازل الحادثة في الكرة الارضية تزداد نسبتها وبشكل طردي على الرغم من بقاء متوسط عدد الزلازل الحادثة سنوياً ثابت ويرتبط ذلك بعدة عوامل أهمها:
1- النمو السكاني والذي يتضمن زيادة سريعة ومطردة في نمو المدن والمناطق السكنية، مما يؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية.
2- الأستعداد الضيق والضعيف لهيئات الحماية من الخطر الزلزالي في معظم الدول النامية.
3- الوضع الحرج الاقتصادي والاجتماعي للدول النامية والصغيرة.
4- عدم إكتراث حكومات الدول النامية و جهاتها الوصائية بأوضاع شعوبها و عدم الإهتمام بعوامل الأمان في مناطق الخطر الزلزالي الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ظواهر مرافقة للزلازل من أمثال الانهيارات والانزلاقات والفيضانات، وأيضا بعض الحوادث خاصة في مناطق أشادة المنشأت الصناعية والأستراتيجة الخطرة.
وهنالك شيء أكيد ويجب الأشارة إليه ألا وهو أن الظواهر الطبيعية ومنها الزلازل ليست بحد ذاتها كوارث مدمرة ولكن تصبح كذلك عندما تجلب معها خسائر مادية وبشرية كبيرة، حيث أن سبب الكارثة هو الإنسان وأخطاؤه وكذلك التقديرات والحسابات غير الدقيقة، وهنالك أمثلة عديدة عن زلازل قوية حدثت في بلدان متطورة ومستعدة لمثل هذا النوع من الظواهر الطبيعية والتي كانت بنتاجها حدوث أضرار مادية وبشرية أقل بكثير من تلك الحادثة في البلدان النامية وغير المستعدة لمثل هذه الظواهر، ويحدث القسم الأكبر من الزلازل على حدود الصفائح التكتونية أي بحدود 95% من الزلازل وخاصة في نطاقات الألب ونطاقات المحيط الهادئ أما بالنسبة لبقية الزلازل فأنها موزعة على طول السلاسل الجبلية المحيطية (الأعراف) أو في داخل الصفائح، كما يجب أن نأخذ بعين الأعتبار بأن الزلازل تشكل العامل الأهم والاساسي في الخسائر البشرية وذلك وفق الأحصائيات للأمم المتحدة والتي جرت عام 1999 وسنأخذ مثال عنها الجمهورية الأرمينية، حيث يبين الشكل(10) الخسائر البشرية الناجمة في الجمهوية الأرمنية ما بين الأعوام (1988-1998) عن الحوادث والكوارث الطبيعية.
الشكل(10)
واعتماد على ما ذكر أعلاه يصبح واضحاً لنا بأن الحماية والوقاية من الزلازل القوية أي الوقاية من الخطر الزلزالي يصبح هدفاً وطنياً رئيساً وأساسياً، وذلك على إعتبار أن وقوع الكارثة سيجلب معه عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ناهيك عن الخسائر الأقتصادية التي لا تعوض إلا خلال عدة عقود من بعد الكارثة، وبناءاً على ذلك يطرح السؤال التالي:
هل حقاً نستطيع وقاية أنفسنا ومنشأتنا وبلداننا من الزلازل القوية؟ الجواب هو: نعم يمكن. حيث استطاعت بعض الدول القوية والمتطورة مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، أستحضار برامج وطنية للحماية من الخطر الزلزالي. ففي الولايات المتحدة الامريكية وبعد وقوع زلزال سان فرانسيسكو المدمر عام 1906 تم أعداد برنامج وطني مدني كبير موجه باتجاه إنقاص الخطر الزلزالي، حيث تضمن هذا البرنامج إنشاء هيئات أممية وإدارية وعلمية معنية بالدراسات الزلزالية، كما تضمن البرنامج تشريع جملة من القوانين وملحقاتها والتي تضمن آلية تطبيق وتنفيذ تلك التشريعات، وبالنتيجة فأن هذه التشريعات أتت بثمارها في عام 1989 وذلك في زلزال لومابريتا المدمر ذو القدر 8 والذي سبب وفاة 64 شخص فقط وسقوط جسر وحيد وخسائر مادية بسيطة جداً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغت الخسائر 6 مليار دولار فقط، بينما وعلى العكس من ذلك وفي جمهورية أرمينيا فأن زلزال سبيتاك ذو القدر 8 والذي حدث عام 1988 أودى بحياة أكثر من 25000 شخص حسب الأرقام الرسمية وخسائر مادية فاقت الـ 40 مليار دولار، هذا مع الأخذ بالعلم بأن مدينة سان فرانسيسكو من حيث الكثافة السكانية وكلفة المنشآت المادية والاقتصادية تفوق مدينة سبيتاك الأرمنية بعدد كبير من المرات.

اترك تعليقاً